فائق المير
كلمّا حاولت التطرّق لأخطاء الثورة في الكتابة، ينتفض القلب والروح معه ويتمرّدان عليَّ، ويهْربان ومعهما العقل صوب الذي يبُْهِرُ فيها، وما أكثره! فتجدني أنسى العالم وما حواليَّ، وأنشغل في الحديث عنها، بلغة العاشق والمتواطيء معها.
دوما أولى المدن الثائرة والمحررة
دوما مركز الريف الشامي، مدينة العمران ومركز النشاط الاقتصادي والزراعي والمالي لقسم كبير من الغوطة الشرقية، دوما المدينة المحافظة والمشبعة بعلاقاتها الذكورية وبالغياب شبه الكامل لأيِّ دورٍ للمرأة خارج إطار الحياة المنزلية من أوائل المدن التي أشعلت نار الثورة وانتفضت على الطاغية تضامنا مع أطفال درعا ورفضاً للظلم والاستبداد اللذان حكم الطاغية بهما البلاد خلال العقود الخمسًة الماضية .
زيارتي الأولى لها، كانت بعد دحر عصابات الطاغية وتحريرها بوقت قصير، لم تكن دوما التي ودّعتها قبل دخول البرابرة إليها، فالدمار هائل في غالبية الأحياء وخصوصا مناطق الكورنيش وشارع القوتلي والاوتستراد وشارع النساء وساحة البلدية والجامع الكبير، والشوارعً مقفرة إلّا من مجموعات الثوار التي ترابط على المفارق وفي الساحات. لقد هجرها أهلها أو هُجّروا منها. البنايات محترقة وتنام طوابقها العليا على أكتاف بعضها البعض وكأنها في حزن أبدي لن يزيله القادم من الأيام، أكوام التراب والأسمنت والدشم تتناثر في كل الطرقات، أعمدة الكهرباء والهاتف مقتلعة ومرمية أو مكسّرة على الأرض والطرقات مليئة بالحفر التي أحدثتها قذائف السفاح فيها، الكورنيش المشهور بنظافته كله خراب بخراب وواجهات بناياته إما منهارة أو محروقة، الروائح النتنة وأكوام القمامة والقطط والكلاب الميّتة في كل مكان. الجدران مرشوشة بعبارات الفجور والموت والحقد الطائفي التي كتبتها قطعان الشبيحة بعد دخولهم المدينة عشية انسحاب الثوار منها في السابق. من هنا مرَّ جنود الاسد ،الأسد أو نحرق البلد، الموت للعرعوريين ولقطر، وحوش الفرقة الرابعة،….إلخ من عبارات التجبُّر والتيه والسطوة المزيفة. خلف بعض المتاريس يقف أبطال الجيش الحر من أبنائها بعيون ماتزال تترقب وهي حذرة بعض الشيء، وهناك دوريات للبعض منهم تحت اسم اللجان لضبط الأمن والتي ُشُكّلت على عجل. أصابني الذهول مما رأيته، فهي ليست دوما التي أعرفها والتي ودّعتها قبل
الملف الفكري الثورة السورية والانتفاضات العربية من منظور نقدي
دخول الطاغية إليها بوقت قصير، شعرت بألمٍ وحزن عميقين ولامثيل لهما، فحجم الخراب والدمار لا يعُقل، وهذه ليست دوما التي كنت فيها قبل أيام من احتلال الطاغية لها.
عدت إلى دوما، وكما يقُال، والعود أحمد، بعد غيابٍّ قارب الشهرين، وكان ذلك بمناسبة إقامة معارض واحتفالات في المدينة بمناسبة 25/ 3 /2013/ عيد التحرير لأول مدينة تخرج عن سلطة الطاغية. لم تصدّق عيناي كما المرّة الأولى ما شاهدته!. فهي ليست دوما التي كنت فيها قبل أقل من شهرين، كانت مدينة أخرى تعود إلى الحياة وإلى رونقها، أو تعود الحياة إليها سريعا، رغم كل ظروف الحصار القاتل الذي تعانيه هي وكل بلدات الغوطة الشرقية المحررة، ورغم الصوارًيخ التي تنهمر عليها من مواقع الطاغية القريبة منها ومن طائرات الطاغية التي لا تفارق سماءها، وترسل لها هدايا الموت والمار بين الفينة والأخرى. فغالبية الشوارع بدت نظيفة ومعافاة، وكتل الاسمنتوأكوام القمامة والأوساخ أزيلت من الشوارع كما فتُحت الطرقات، مجموعات كبيرة من الأهالي عادت إلى بيوتها وأعمالها، الدكاكين رممت وفتحت أبوابها، والحياة عادت، وأصبحنا نرى النساء في الأسواق حيث الأسواق تستعيد عافيتها ونشاطاتها، والأطفال يلعبون أمام البيوت وفي الساحات ،وكذلك المدارس جُهّزت بالحاجيات الأولية وانتظم الطلاّ ب فيها، والعمل على قدم وساق في ترميم الطرقات والأعمدة وبعض مؤسسات الدولة. تمّ سحب جميع الثوار والمظاهر المسلحّة من الشوارع الداخلية للمدينة، وانتشرت دوريات اللجان الشعبية التي تسير وتنظم حياة الناس اليومية. ولم تعد تشهد المظاهر المسلحة إلا أمام بعض المقرات والدوائر، هناك العديد من باصات النقل الداخلي يتم تشغيلها لخدمة المواطنين داخل دوما، وبينها وبين البلدات القريبة منها مجانا، كما تمّ تسيير سرافيس النقل الخاصة بين دوما وعلى طول خط الغوطة الشرقية من العتيبة وعدرًا حتى المليحة وعين ترما في الجنوب، مروراً بقرى الغوطة المحررة جميعها. تبقى أطراف المدينة المعرّضة لقصف قوات الطاغية وقنصهم هي الأقل تغيّرا وتحسناً لعدم إمكانية العمل فيها، فالطاغية يقف لأهلها بالمرصاد.
معجزات الثورة
إعجاز الثورة والسوريين يظهر هنا كما لم يكن في مكان آخر، ويزيد من ثقة الناس بأنفسهم وقدرتهم على التحكم بمصائرهم وعلى صنع مستقبلهم الذي يريدونه، إعجاز السوريين هذا بدد بعض الشكوك التي كانت لديّ عن عدم قدرتهم على الخروج من محنتهم الكبيرة هذه، وزاد من ثقتي بالذات وبقدرات السوريين التي فجّرتها الثورة والطاقات الكامنة والهائلة لديهم والقادرة على صنع المستحيل في أصعب الشروط، ورغم كل المعوقات والألغام التي تلُقْى في طريقها. عبقرية السوري يمكن لنا أن نتلمسها في الحياة التي يصنعها في دوما وكل أرجاء الغوطة الشرقية عموماً وعموم
ما الذي فعلته الثورة بالسوريين؟
سوريا. فرغم انقطاع الكهرباء والماء وقلة الامكانات والمواد، تظهر هذه العبقرية في كل مكان من هذه المدينة وبقية مدن وبلدات الغوطة الشرقية، كل بلدات الغوطة الشرقية من حدود العتيبة في الشمال الشرقي وحتى المليحة في الجنوب الشرقي. فطالما أن ليس لنا غيرك ياالله، بعد أن تخلّى العالم عنّا، لم يبقَ لنا غير الاعتماد على الذات، تلك هي الترجمة الواقعية والعملية لهذه الحال التي تركهم العالم بها. فهم يعتمدون على قدراتهم الذاتية وعلى مناخ الحرية الذي فجّر المكنون والطاقات والمواهب، على كل مستوياتها، ووضع الجميع أمام مسئولياتهم الكبيرة. فهناك اقتصاد اسمه اقتصاد الحرب والثورة أخذ ينمو ويحقق نتائج في حماية حيوات المواطنين. ربطة الخبز في كل مدن وبلدات الغوطة الشرقية كانت ومازالت متوفرة أكثر مماهي متوفرة في قلب دمشق، وتبُاع، وإلى وقت قريب بسعر خمسة عشر ليرة سورية، وسُمح ببيعها من قبل المجالس المحليّة والهيئات المحلية المشرفة على الأفران والخبز بسعر عشرين ليرة للربطة، لأصحاب البسطات وبالدكاكين كي يكسب هؤلاء قوت يومهم. مع اشتداد الصراع وبداية امتناع الطاغية عن تأمين الطحين لهذه المناطق في محاولات للضغط عليها، كان لابد من البحث عن حلول أخرى، فتمّت زيادة سعر الربطة في غالبية المناطق وأصبحت تباع بــ خمسة وعشرين ليرة، حيث يذهب فرق السعر لتأمين وتخزين الطحين كي يبقى الرغيف مؤمنا للجميع. الغاز والمحروقات الأخرى متوفرة وتدار بطريقة مشابهة، ولا أبالغ إن قلت أنّ هذه المناطًق المحررة تقدّم نماذج في الإدارة من قبل فعاليات الثورة من أبنائها يديرها ابناؤها تفوق أضعاف ماكانت عليه إبان حكم الطاغية رغم ضعف الامكانات، ولن أتطرق هنا بالتفاصيل للابداعات وللمواهب والطاقات التي تفجرّت في مجال التصنيع العسكري، وأنتجت من خلالها أسلحة وذخائر بنوعية فعالة، وبمواد محلية ووسائل لا تصدق.
تحولات الفرد والجماعة
أهمّ ما خلقته الثورة هو دخول كل السوريين في دائرة الاهتمام بالشأن العام والبحث والاهتمام بحاضرهم ومستقبلهم، ناهيك عن قيم جديدة في التعامل والتكافل الاجتماعي، وتلك نعُمة ومكسب ثمينان لكل الشعب السوري، أزعم أن لاعودة عنهما على الاطلاق، وسأذكر هنا بعض الأمثلة بهذا الشأن .
قالت لي صديقة عزيزة من مدينة دير الزور ـ المدينة التي يحمل أهلها على جبهاتهم وفي سلوكياتهم، قساوة الصحراء ورحابة البادية وصفاء الفرات: تعرف بيتنا وشارعنا، هناك بعض الشباب «الصُيعَّ» كما يقال في الشارع، كنت لا أتجرأ على ترك ابنتي تعبر الشارع أو تتمشى فيه خوفا من مضايقاتهم السيئة ومن سوء تصرفاتهم. هؤلاء الشباب هم وحين انطلقت الثورة وزحفت جمًوع الديرية إلى الساحات وبأعداد تجاوزت المائتي ألف في بعض الأوقات. كان لابد من تنظيم الحشود
الملف الفكري الثورة السورية والانتفاضات العربية من منظور نقدي
وحمايتها من كل أشكال الفوضى والمشاكل. ما هو مبهر ومدعاة إعجاب للجميع ولي شخصيا، أنّ هؤلاء الشباب الذين كانوا مصدرا للمشاكل في الأحياء، وفي ما يشبه الولادة الجديدة لهم، كانوًا في مقدّمة الين تولوّا تنظيم الأمور والوًقوف في وجه أي تجاوزات أو سرقات قد تحدث. ولم يحدث على الاطلاق ولم نصادف أي حالة تحرش جنسي أو سرقة طوال أيام التظاهر! بل كان هؤلاء وغيرهميحضرون الاغراض المفقودة بفعل الازدحام إلى المنصة ويعلنون عنها عبر مكبرات الصوت. كما أنهّمكانوا في هيئة الحراسة والحماية ليلاً نهاراً لمحلات الصاغة القريبة من ساحات الاعتصام، وغالبية أصحابها من المسيحيين السوريين. ثمّ تتابع صديقتي: كانت لفتةّ رائعة منهم، لم يكن لها أن تكون لولا تأثيرات الثورة على الناس. فماحصل في دير الزور لم يكن استثنائياً على الاطلاق، بل يمكن القول أنه القاعدة العامة لسلوكيات الناس في كل أرجاء سوريا .
منذ قرابة الشهر وفي عز أزمة المحروقات، أمام كازية ساحة العباسيين تجمعّت مئات السيارات الخاصّة عبر شارع حلب والقصاع ومن جهة التجارة انتظارا للحصول على البنزين. كان يشرف على الأمر دوريات من الأمن المنتشرة بالساحة وكذلك عناصر الحًماية لملعب العباسيين ومقراته الأمنية .كانت المحروقات تذهب أمام مرأى سائقي السيارات الخاصة من قبل هذه العناصر والمتنفذين الآخرين، وامتدت طوابير السيارات إلى مئات الأمتار وقطعت المرور، لكن لا حياة لمن تنادي. فجأة يترك جميع السائقين سياراتهم دون مفاتيح و مفتوحة الأبواب في مكانها، ويغادرون المنطقة احتجاجاً على ما يجري. تتعطل حركة المرور وتنقطع كل الطرقات وتستنفر السلطة، وتحاول لملمة الأمور وتأمين البنزين لهم شريطة عودتهم وإخراج سياراتهم. كل هذا يحدث أمام أهم القلاع الأمنية، ومن سوريين شعبيين بعيدين في غالبيتهم عن العمل بالشأن السياسي المباشر. هذه الجرأة وهذا التضامن والفعل الجماعي الرائع لم يكن له أن يحدث قبل الثورة, ولم يكن باستطاعة السوريين الأقدام عليه بتلك الطريقة وهذا الأقدام، وأين؟. أمام قلاع وحصون الطاغية الأمنية في ساحة العباسيين وفي منطقة يعتبرها النظام منطقة موالاة له، وآمنة نسبياً.
نساء دوما قبل الثورة وفي قلبها
يتذكر الأصدقاء بداية التظاهرات العارمة في مدينة دوما ومناطق أخرى من الريف الدمشقي كاالمعضميّة والزبداني وسقبا وبرزة.. إلخ.، كيف كان الحضور النسائي فيها قليلاً. في دوما كانت بعض الناشطات والنساء يحضرن بالرغم من عدم رضى الجموع الذكورية بل واستهجان البعض لمثل تلك الخطوات، لكن ومع تقدم الثورة ومشاركة ناشطات من خارج دوما ومن طوائف ومشارب مختلفة بالتظاهرات هناك بدأت الحالة تتغير، ومع اشتداد الصراع وتحولاته ظهر دور المرأة الهام في تأمين المتظاهرين وحمايتم وفي الطبابة والإغاثة لسهولة تنقلهن في تلك الفترة، ثمّ تطورت الحالة إلى تأمين
ما الذي فعلته الثورة بالسوريين؟
الحماية للمنشقين من الجنود وحمايتهن ومعالجة الجرحى، وبدأت تتكشف طاقات المرأة السورية في ميادين الثورة، وأخذت ترتسم ملامح عشرات الخنساوات والبوحريديات بينهن. وظهر الباع الطويل لهنّ في تأمين الدعم اللوجستي الهائل للثوار المسلحين ولجنود الجيش الحر هناك. فمن في الثورة السورية وفي دوما على الخصوص لا يعرف الأخت فاتن رجب/أم عبادة/ ـ فكّ الله أسرهاـ االمدرسة في الجامعة وصاحبة رسالة الدكتوراه في الفيزياء، أخت أصغر وأول شهداء دوما، وأخت ابو سعيد محمد قائد كتيبة ثوار الغوطة أولى كتائب الجيش الحر في دوما، وأم عماد وأم سليمان وأم أحمد و….إلخ، فيهنَّ زوجة الشهيد وفيهنَّ أمّه وأخته.
تقول أم عماد إحدى أهم الناشطات اللواتي تعاونت وإياها منذ بدايات الثورة في دوما لأحد الصحافيين في ردّها عن سؤاله حول تأثيرات الثورة على أهل دوما: لو جئت قبل الثورة إلى دوما وطرقت باب منزلنا لأمر ما، لم يكن باستطاعتي فتح الباب أو الرد عليك بحضور زوجي أو أيِّ من الرجال هناك، وإذا لم يكن هناك رجال أكلمك من وراء الباب في أحسن الأحوال. الآن يقرع الجرس وفي أوقات متأخرة من الليل، أحيانا، يفتح الباب من يكون أقرب إليه، فإذا كان زوجي أو أخي أو إبني يقول لي شوفي في حدا عاوزك، وًهذا الحدا يكون في أغلب الأحيان رجل أو أكثر من رجال الثورة ،أرتب أشيائي وأخرج معه تحت سمع ورضا وفخر زوجي أو أخي أو ابني أو كلاهم على السواء ،هذا ما فعلته الثورة بأهل دوما نسائها قبل رجالها. يبتسم الصحفي وهو غير مصدّق تقريبا، لكنها الحقيقة، بل هي جزء بسيط من الحقيقة، فما قالته أم عماد عن حالها ينطبق على الكثير منً نساء دوما والغوطة الشرقية، بل وعلى كل الريف الدمشقي. يصمت صاحبي الصحفي ويكتفي بما سمعه ووثقه عماّ فعلته الثورة بالسوريين، وهو واحد منهم كما أعلم.
صوت نقدي
منذ أشهر عدة، وبعد مداولات ومساعي وتحضيرات كبيرة، قام بها بعض فعاليات الثورة ونشطائها وقواها، وذلك من أجل توحيد فعاليات الثورة في المناطق المحررة لضرورتها في الصمود وفي مواجهة بربرية الطاغية وحربه على هذه المناطق، كان لي شرف المشاركة والمتابعة لكل هذه الجهود التي بذلت وكللت بالدعوة للمؤتمر التاسيسي لتجمع قوى الغوطة الشرقية، والذي عقد بحضور ما لا يقل عن المائتي شخصية ممثلة لغالبية بلدات ومدن الغوطة الشرقية، وكان هناك ممثلون عن قوى الجيش الحر والمجالس العسكرية، وكان هناك قرابة العشر سيدات بين الحضور كممثلات عن مناطق مختلفة من الغوطة. ما أردت الوصول إليه هو نوعية المشاركة ودلالاتها، فاللافت في المؤتمر أهمية الحوارات والأسئلة والنقد الجريء الذي وجهته المشاركات في المؤتمر لمسارات الثورة ومشاكلها وضرورة التصدي لها والتحذير من مخاطرها على الثورة، كان صوتهنَّ هو الاعلى والأصدق والأجرأ
في وضع الإصبع على الجرح، وفي مقاربتهنّ لمشاكل الثورة وهمومها، ولم يكن لأمثال تلك الثائرات أن يفعلنَّ ما فعلناه وبحضور هذا الجمع من الرجال والفعاليات الاجتماعية، وبينهم الأخ والزوج والابن لهنَّ لولا مناخ الثورة السورية .
تلك هي بعض الصور الحقيقية والواقعية عن حال الناس هنا، في زمن الثورة وقبلها، صورٌ يمكن لها أن ترسم الملامح العامة للتحولات الاجتماعية والثقافية الهائلة التي أحدثتها الثورة وماتزال على وجوه السوريين وعلى سلوكهم العام والخاص، وعلى علاقتهم مع أحبتهم ومحيطهم ومع الآخر ،وأياّ كان الآخر. تستمر الثورة في التقدُّم وتمضي نحو أهدافها في الحرية والكرامة، وتحفر على جباه السوًريين إضافة لوجع لم تعرفه البشرية في العصر الحديث، ملامح سوريٍّ صنعته الثورة، سوريُّ خرج في سبيل حريته ولن يعود قبل أن تعمّ على مساحة هذه الارض المباركة، بعد أن تملكّها وسكنت قلبه وروحه مرةّ وإلى الأبد