نوري الجراح
هل أفلس الفكر، ولم يعد مفكّرو العصر وفلاسفته بقادرين على تجديد أطروحاتهم للإجابة عن أسئلة العصر، وتوليد أسئلة جديدة تجيب عن السؤال الكبير، وتوابعه من الأسئلة الناجمة عن وباء دهم الأرض وبات جائحة الجوائح واللغز الذي حارت به عقول العلماء، ووضع الطب في حالة من العجز لا سابق لها إلا في محطات مظلمة من تاريخ البشرية كتلك التي شهدها العالم مع الطاعون والجذام والجدري والملاريا التي فتكت بالأرواح وجعلت العالم مقبرة للجنس البشري في عصور لم يكن فيها التطور العلمي بلغ ما بلغه اليوم.
حقا، هل أفلس الفكر، أم أننا نطلب منه أكثر مما يجدر بنا أن نطالب به أهل الفكر؟ وأن العالم بلغ من التطور التقني على كل صعيد درجات يعجز الفكر (في صيغه التي عرفناها حتى ظهور العصر الافتراضي) عن اللحاق بها، ولن يكون للفكر من دور في حياة البشر اليوم ما كان له في أزمنة سابقة من أدوار ريادية ما لم يتمكن من تجديد شيفرته الوراثية في ضوء علاقات المجتمع الرقمي.
***
ها نحن مرة أخرى، على سطح هذا الكوكب القلق المعذب في منعطف وجودي كبير، وأمام حادث هائل يكاد يتهدد وجود الإنسان في الأرض، لا مجازا كما دأبت مخيلات الأدباء والفنانين على تصوير مواعيد الفناء الإنساني، جراء ظهور مفاجئ لعدو غامض، بل بفعل ظهور هذا العدو حقاً.
وها هو جسد الإنسان وقد كان حراً في الحركة والحضور تحت سماء العالم يسلب منه، ويدفن في جسد جماعي أسير الحركة ومحجورا عليه في كهف كبير بآلاف الجدران.
حيرة الفكر
لا أريد في هذه المقالة أن أضيف جملة أخرى إلى خطاب ديستوبي يريد أن يتكهن بمستقبل البشر، ولا أن أسهم بسطر في تلك المرثية الجماعية التي بدأت تطيرها عبر الأثير أقلام المفجوعين، سلفا، بالمصير الأسود لبني البشر. فليس لدي من الأسباب ما يجعلني أتشكك بمدى قدرة البشر على الدفاع عن وجودهم في هذه اللحظة الفارقة والعصيبة، بواسطة علوم الطب، وأسلحته التي ابتكرها العلماء عبر تاريخ طويل من الأبحاث والدراسات المختبرية التي مكنت الأطباء من مواجهة أعتى الأوبئة ووقف انتشارها، بل وتخليص البشرية من شرورها إلى الأبد، كما هو الحال مع الطاعون، والجدري، والكوليرا، والإيدز، وغيرها.
ما راعني حقا، مؤخراً، بينما أنا أطالع خطابات عدد من المفكرين، خصوصاً المشهورين منهم في العالم، كنعوم تشومسكي، وسلافوي جيجك، وميشيل أونفري، وحتى كيسنجر (فهو طراز من المفكرين أيضاً) وصولا إلى يورغن هابرماس، أن هؤلاء، على الأقل من بين من تفاعلوا في خطابات مباشرة مع الحادث، ووجه بعضهم نقداً لاذعاً لطريقة تعامل الدول وأنظمتها الصحية مع الوباء. عبرت خطاباتهم عن شيء كثير من الحيرة المضمرة بإزاء المشهد الكارثي الذي تسبب به الوباء، وتمثل في عجز شامل للأنظمة الصحية لدول عظمى عن استيعاب الصدمة، ورد الضربة الأولى التي سرعان ما تحولت إلى ضربات متلاحقة من قبل الفايروس تقهقرت معها تلك القوى العظمى ودخلت في قلاعها المهددة وأدخلت الناس في الجحور وجعلتهم أشبه بسكان الكهوف، أو بأبناء نوح الهاربين من الطوفان إلى أعالي الجبال وقد لاحت لهم مصائرهم، فهي لن تكون بأفضل من تلك التي كتبتها قصة الخلق.
العنصرية الاقتصادية
إنسان الكوكب يمر اليوم في منعطف وجودي كبير مفتوح على المجهول. ففي حين بدا بعض هؤلاء المفكرين وكأنهم يستعيدون أنفاس الفكر الاشتراكي، بفعل انبهارهم بالتجربة الصينية (الدولة الشمولية المتماسكة) في مواجهة الوباء، إلى درجة التبشير بإمكان استنهاض نوع ما من “الشيوعية” (جيجك) ولا يخفى على حصيف كم من الخفة في هذا التفكير، وهذه القراءة الرغبوية، ذهب بعض آخر (هابرماس)، إلى التحذير من “خطر يتهدد الديمقراطية” يتسبب به طول (الإقفال أو الحجر)، ومشيراً أولاً إلى ظهور نوع جديد من الأمراض الفكرية المواكبة للفايروس أطلق عليه بـ”العنصرية الاقتصادية”، وثانياً ظهور معضلة أخلاقية كبرى تتسبب بها فكرة المفاضلة بين روح إنسانية وروح أخرى، والتي تعود بالوبال على الكبار في السن. هنا يطرح هابرماس السؤال الأكثر جوهرية: من هو الشخص الذي يحق له أن يعطي الحياة لشخص ويحجبها عن شخص آخر، متخذا موقع الإله ومتمتعا بسلطاته؟
على أننا نجد عذرا لنكتة جيجك الذي لم يكتف بما أشرت إليه، ولكنه دعا إلى تطوير الأنظمة الصحية، ونبه من مخاطر العزل، وطرح العديد من الأسئلة الشاغلة المتمخضة عن صراع المجتمعات الأوروبية مع الوباء. ليخلص كتشومسكي إلى نقد الخطاب الرأسمالي في صورته الموحشة محملا إياه وزر التسبب بالوهن البشري في مواجهة هذا الوباء.
***
بدوره يتخذ تشومسكي من أزمة كورونا مناسبة ليواصل طرح أفكاره المضادة للرأسمالية والسياسات النيوليبرالية ويقرن تهديد فايروس كورونا بعنصرين آخرين يهددان البشرية “شبح الحرب النووية” و”أزمة الاحتباس الحراري”.
ولا يأتي هذا المفكر الراديكالي بجديد، على عادياته، سوى براعته في الصياغة، حتى عندما يقرر بأن العالم بعد كورونا سيعرف، بطريقة أو أخرى، نوعا من الانتعاش. وهو كلام عام سمعناه بصوت كل من تكلم من المحللين في الإعلام العالمي.
النقطة الجوهرية التي يطرحها تشومسكي من دون أن يذهب بعيدا في معالجتها، جاءت في صيغة تساؤل “عمّا إذا كان العالم سيعيد تنظيم نفسه لخلق عالم يعتمد على الاحتياجات البشرية أكثر من اعتماده الربح”، معتبراً أن حل هذه الإشكالية من شأنه أن يحل الإشكاليات الأخرى الكبرى.
ولا يبدو، عالم الألسنيات، مضطراً لتجاوز منظوره الأيديولوجي الذي يملي عليه قراءة من نوع مضاد لسياسات الولايات المتحدة بإزاء شتى القضايا والموضوعات أكانت تتعلق بالاقتصاد وقضايا الصحة والعمل والبطالة والفقر والتمييز في المجتمع الأميركي أو بإزاء سياساتها الخارجية، وخصوصا حصارها المفروض على إيران.
تشغل مسألة الصراع الأميركي الصيني حيزا مهما من تفكيره، وهو في النهاية يعتبر أن جائحة كورونا إنما جاءت لتكشف عيوب النظام العالمي الذي يصفه بالنيوليبرالي، وما يتسبب به من عناصر خلل اجتماعية وسياسية واقتصادية في العالم. ولكن هل يختلف أحد مع هذا الاستنتاج؟
كلام تشومسكي على براعته في التوصيف، وقدرته على رسم الصورة الكئيبة للوضع البشري في ظل هيمنة إمبريالية ساحقة ماحقة، بات من البديهيات. كل شيء يقوله بدا معروفا. قيمته في كونه شهادة مضادة. ولكن كيف يمكن لها أن تكون ملهمة لأجيال المجتمعات العالمية الجديدة، وما هو دورها في برنامج جديد لطراز جديد وفاعل من معارضي سياسات الهيمنة على العالم، بإزاء ما يسميه تشومسكي “الأزمة المدمرة للحضارة الغربية“؟
المعادلة الإنسانية
وهل يمكن امتلاك هذه القوة من دون خلق جبهة فكرية عالمية تعوض فشل الأحزاب في استقطاب الفئات المجتمعية الفاعلة
هل يمكن امتلاك هذه القوة من دون خلق جبهة فكرية عالمية تعوض فشل الأحزاب في استقطاب الفئات المجتمعية الفاعلة
النقطة الجوهرية في رؤية تشومسكي ومفكرين آخرين للمسألة الطارئة، أن خروج الفايروس عن السيطرة سببه غياب الاستعداد وانصراف الانتباه، بصورة أساسية، نحو امتلاك القوة الحربية، وتلك الكلبية والجشع في الهيمنة على الأسواق في العالم وقد حولا البشر إلى قطيع استهلاكي.
معه ومع غيره من المفكرين نتساءل عن وزن الفكر في المعادلة الإنسانية الراهنة، وعن مدى قدرته على خلق جبهة مضادة للسياسات النيوليبرالية المغامرة بالمصير الإنساني على كامل الكوكب؟
فلو نحن شكلنا اليوم لوحة فسيفسائية من أطروحات هؤلاء وآخرين غيرهم من المفكرين والمتكلمين الفاعلين في الإعلام، ممّن يملكون شيئا من الحضور المؤثر، لا بد أن نفوز بمادة تعكس الواقع، بل وتطرح من زوايا متعددة أسئلة أساسية، تحاول أن تجيب عن تلك الأسئلة، ولكن كيف يمكن لهذه اللوحة أن تكون فاعلة، ما لم تكن ذات رصيد من القوة؟
وهل يمكن امتلاك هذه القوة من دون خلق جبهة فكرية عالمية تعوض فشل الأحزاب في استقطاب الفئات المجتمعية الفاعلة، وتتمتع بالنفوذ لتكون بمثابة مرجعية أخلاقية يمكنها أن تراقب صانعي السياسات وتلهم في الوقت نفسه النخب والقوى المؤثرة في المجتمعات. لتشكل بالتالي نوعاً من القوة الأخلاقية الرادعة والموجهة للسياسات؟
ما دام ما يجري في العالم اليوم يمس مصير البشر في الكوكب كله، فإن مثل هذه الجبهة الأخلاقية والضميرية تبدو لنا ضرورة ملحة في ظل إفلاس الأحزاب النمطية وأيديولوجياتها يمينا ويساراً في العالم كله.
صيغ جديدة
ليس المطلوب اليوم من المفكر المعارض مماحكة الإمبريالية، لإثبات وحشيتها، أو تعداد أخطائها وجرائمها، هناك شيء من مضيعة الوقت في هذا السلوك أو أقله التمترس الأخلاقي في القلعة إياها في وقت هي نفسها (الإمبريالية) تخرج لنا من لدنها يومياً من ينتقد خطاياها بوصفها أخطاء، ويدعو إلى تصويبها. المطلوب في نظرنا هو خلق صيغ جديدة لتواصل فكري أممي لربما تحول لاحقاً، على نحو أو غيره، إلى مرجعية فكرية وأخلاقية موازية للقوة الغاشمة اقتصادياً وعسكريا. آصرة تضم نخبا من العالم كله، تتنادى لتقرأ زمنها، وتقرأ معضلاته، وتظهر مواطن الضعف والقوة، ومصادر الخلل في حاضره، وتجعل من الفكر عجلة لتجديد الأسئلة والبحث عن أجوبة لا تغضّ النظر عن أمراض العصر، ولا عن الآلام التي يتسبب بها التفاوت في الأحوال والأوضاع بين جغرافيات الغنى وجغرافيات الاستفقار الرأسمالي، بينما هي تسعى للعثور على ضالتها من الأجوبة عن الأسئلة المشتركة بين أطراف فكرية متعددة المشارب والمرجعيات.
مشروع مارشال إنساني
اليوم، وبينما الوحش الوبائي الغامض يفتك بالبشر، لا بد أن ثمة من يتفكر لا يمكن ترك العالم، وترك الإنسان على سطح هذا الكوكب يستفرد به صناع الحرب وأهل الشره الاقتصادي. بينما أهل الفكر يتماحكون في ما بينهم على شاكلة ما كان يفعل المتبارون في السؤال عن جنس الملائكة.
على أن الأمر لا يتم بخطابات شعرية، ولا باستيهامات فلسفية، وإنما ببحث فكري وأخلاقي عميقين وباتفاق بين النخب المثقفة في العالم (من خلال أولويات فكرية) على الثوابت الكبرى التي صنعتها خطابات عصور الأنوار والأفكار المضيئة التي تحدرت من صلبها وتبلورت في دساتير مضيئة في العصور الحديثة، وتجلت في مشاريع قادت إلى ظهور نوع من التوازن بين القوة والأخلاق، وبين مصالح الدول والمصلحة الإنسانية في الدساتير والممارسات.
***
بعد الحرب العالمية الثانية ظهر مشروع مارشال، ومن دونه ما كان لأوروبا أن تنهض من الحطام، ولا كان للعالم أن يتجاوز كوارث الحرب، على رغم استمرار الصراعات والحروب في مناطق أخرى من العالم بعيدا عن المسرح المركزي للحربين العالميتين.
اليوم، وبينما الوحش الوبائي الغامض يفتك بالبشر، من دون بوادر حتى لظهور الدواء يكسر ظهر الداء، لا بد أن ثمة من يتفكر، هنا وهناك في العالم، بضرورة أن يتغير شيء في المسار البشري. سمعنا هذا على لسان متكلمين في أوروبا وآخرين في أميركا، وغيرهم هنا وهناك في ثقافات وجغرافيات أحالها المركز الغربي إلى هوامش. لا بد من مشروع مارشال إنساني يعيد العالم من خلاله بناء أنظمته الصحية. ولكن هل يبدو واقعيا أن نطالب بشيء من هذا القبيل دولاً قادت سياساتها البشرية إلى لحظة العجز الراهنة أمام كورونا؟ هل يمكن مطالبة دول سنت سياساتها على أساس من علاقات القوة القاهرة بتخفيض ميزانيات الحرب، لصالح ميزانيات السلام للحفاظ بالتالي على صحة الإنسان؟
الأزمة الراهنة تطالب الفكر بطرح هذا النوع من الأسئلة المباشرة للوصول إلى التفكير بوضوح، بهذه الطريقة أو تلك. صناع الحرب والأزمات في العالم يقفون اليوم في حالة من العجز. بل إن بعضهم يرقد في سرير المرض. ولكن هل يمكن لهذه الجائحة أن تغير عميقا وجذريا في سياسات الدول وبرامجها ومشروعاتها الكبرى؟
لم يتعمق المفكرون في طرح هذا السؤال. أشاروا إلى الضرورة، غالبا، وأهملوا الإمكانية. مرة أخرى، لم يعد للكلام على الأنظمة في تعداد قائمة خطاياها بحق البشر قيمة. خطابات كهذه لن تجعلها تلتفت وتصغي. القوة لا تعبأ بسلامة المنطق عندما يكون المتكلمون فيه ضعفاء. الموازين لا تصلح مطففة، ولا يمكن للموازين أن تستوي من دون أن تتعادل. القوة بالقوة. الجموع نفسها التي يحولها الطغاة إلى حطب يمكن أن تتحول إلى ذوات عندما تعي حقوقها ومواطن قوتها، وطرائق استعمال تلك القوة. إذ ذاك تكف عن أن تكون أضحيات. إذ ذاك يكون لها صوت.
مهما كانت نبيلة في أطروحاتها، ومبصرة في رؤاها، لم ولن تكون فاعلة أصوات الفكر، وهي منفردة وعزلاء في قوقعاتها الجغرافية، ولا الأصوات المفردة للنشطاء المنتشرين في العالم والمطالبين بالعدالة والسلام لسائر أهل الكوكب، وبالتالي، وفي ظل ممكنات العالم الرقمي، والشبكة العنكبوتية، وآلاف التطبيقات والبرامج الإلكترونية هناك فرصة، بل فرص ذهبية لابتكار طرائق جديدة للتعبير والتواصل بين دعاة التغيير الإنسانيين في العالم.
أممية فكرية
ليس المقصود بما نتصوره على صيغة “جبهة فكرية عالمية” مجموعة من الحكماء والشيوخ، بل شخصيات من شتى الأعمار والمرجعيات والاختصاصات والتطلعات والجغرافيات واللغات، على قوس يضم المفكر والعالم والطبيب والروائي والصناعي والمهندس، والحقوقي، نساء ورجالا، ومن مختلف الأعراق والثقافات، ممن يرفضون السير اليوم تحت أعلام العنصرية أو وراء أقنعتها الاقتصادية والأيديولوجية، شريطة أن تقوم مثل هذه الحركة على أساس من قدرات ذاتية وبعيداً عن الاستقطابات بين القوى الدولية الكبرى المتصارعة.
ولا شك عندي في أن الفاعلين المؤمنين بأفكار كهذه هم اليوم كثر، وقد اختبر جلهم قدراته في حركات سابقة أميركية وأوروبية ولاتينية وأفريقية وآسيوية، (لسنا بصدد التحديد في التسمية هنا) على قوس يبدأ بالحركات المعادية للتمييز العنصري ولا ينتهي بحركات الدفاع عن البيئة المنتشرة في كل مكان من العالم المعاصر وقد امتلكت الوعي المرهف بفساد الفكر الأيديولوجي، وبأولوية حماية الحياة على الأرض.
جيجك وتشومسكي وحتى كيسنجر يشتركون بنبوءة تقول إن البشرية لن تعود كما كانت. هل ينبغي أن نشك في ذلك؟ أليس ثمة في هذه الجملة شيء من تهويل لا يصدر إلا عن المصدومين. ولكن هل تكون لحظة الوباء، وقد انتشر وعم ووضع الانسان في زاوية ضيقة، فرصة حقيقية للبشر ليس لغسل الأيدي مما يمكن أن يلحقه بهم الفايروس من أذى، ولكن للاغتسال من آثام العنصرية والكراهية والاستعلائية والاستهتار بالآخر، هل تكون هذه الجائحة فرصة لإعادة اكتشاف الذات في الآخر؟
بالتأكيد ثمة شيء سيتغير في العالم سيتغير. لكن، وعلى رغم ما هو فارق في الحادث اليوم، فليس من درجة في لاتغيير يمكن أن تبدل وجه البشرية، لقد عرف العالم عبر التاريخ لحظات أليمة وفارقة، وها نحن ندرج على سابق كما يدرج النهر ونبتكر الجديد.