نوري الجراح
في التراجيديا اليونانية يتكافأ الأبطال وتتناظر أعمالهم، يباهي الخصم بقوة خصمه ويستعرض خصاله الرفيعة، ولا يحقره ولا يستصغره ولا يحط من شأنه أو يمس بكرامته، فضلا عن أنه لايمكن أن يغدر به. بل تراه يعلي من هذا الشأن، وهو ما يعطي معركته مع الخصم قيمة أعلى، ويسبغ على ذاته قوة وعظمة وسموا لا تهزمها إلا الأقدار. فالمأساة، غالبا، ما تنجم عن شروط أقوى من الخصمين معا فهي من عمل القدر وشروطه الفائقة وكل ما لا دافع له من الأسباب الأرضية.
وكذا تتأسس خطابات المأساة في تراجيديات الإغريق وقبلها حوض الرافدين وغيرها من حواضر وثقافات العالم القديم وبعدها ما أعادت الشكسبيريات، خصوصا، إنتاجه في العصر الوسيط، في لغة لها قوام وشكل ونبرة وأسماء وعلامات تتداخل وتتحول وتنتج صورا وأيقونات ومفاهيم عابرة للغة ومسافرة في الزمن ودالة، لتشكل عبر التاريخ الثقافي، قاموسا من الوقائع المعاني والدلالات على الواقعة المأساوية والقدر المأساوي. وبالتالي فإن مجمل نصوص المأساة تعكس ببراعة فعلت فيها المخيلة فعلا خلاقا علاقة الفرد بقدره، والأمة بمستقبلها.
هذا في قاموس الواقعة المأساوية القديمة وأيقوناتها المحفوظة في النصوص، ولكن ماذا عن الواقعة المأسوية نفسها، كما في التراجيديا السورية المعاصرة، مثلا، وقد أرسلت إلى أربع جهات الأرض صورها وأيقوناتها عبر وقائعها الدامية المبثوثة في الصور والفيديوهات والأخبار التي ترصد يوميا وقائعها على مدار سنتين انصرمتا وسنة حلت؟
كيف يمكن لنا أن نستعير القاموس الكلاسيكي للمأساة في وصف الوقائع السورية، وقد انعدم نهائيا التكافؤ بين الخصمين. فها هو لصٌ يسرق أرضا وشعبا ويصبح هو نفسه صانع القدر. مخادع يباهي بخصال لم يملكها يوما ويزور صورة خصمه المسروق ويريد أن يخدع التاريخ.
وفي أرض النزاع/المقتلة ها هو خصم مدجج بالسلاح والأنصار، وخصمه شعب أسير منتفض، لكنه بلا سند، فهو لا يملك إلا حنجرته ويديه وتوقه إلى الحرية. فالمقتلة إذن مذبحة، ووقائعها تصفية جماعية غادرة لجسد الخصم ليس فيها من الندية ولا من البطولي في المأساة شيء.
في المأساة السورية المعاصرة انعدم التكافؤ القديم بين الخصمين وبلغت أعمال الخصم في دمويتها ووحشيتها وغدرها وخستها وانحطاطها وكلبيتها ما بعد المأساة، متجاوزة كل ما لقننا إياه التاريخ من دروس المأساة وصورها وأعمالها.
فمن التحقير الجماعي المسبق لآلاف البشر، إلى الغدر بالنائمين في البيوت أطفالا ونساء وشيوخا ،عائلات سكنت عالمها، فإذا بالزلزال يضربه بشدة لا تجرؤ الأرض، حتى الأرض، مهما غضبت أن تأتي بنظيره. إلى الاغتصاب الجماعي لطفلات صغيرات أمام أمهاتهن وآبائهن، إلى التلذذ الذئبي في طعن أجساد الأطفال والانتشاء في انتهاكها وتمزيقها، إلى العبث بروح المساق إلى الإعدام عن طريق ترويع كرامته .
لا غدر في المأساة، وكل ما يقوم به السفاح الذي نصب نفسها خصما للشعب السوري هو غدر في غدر في غدر.
هل نحن إذن، في هزل ما بعد المأساة؟
وعندما يسفك كّلّ هذا الدم، ويحدث هذا على مرأى من عالم له عيون كثيرة وتصل إليه، لحظة بلحظة، كل واقعة على الأرض السورية؛ من أنةّ طفل جريح، إلى صرخة فتاة تغتصب، إلى نداء أم فجعت، بل إن صوت كل قطرة دم أهرقت في شريط الدم السوري.. لابد انها بلغت الضمائر، لكنها أبدا هناك ساقطة في الضمائر الميتة .
حياة السوريين وموتهم باتا مدونين، اليوم، في مقاطع فيديو تملأ الاثير الإلكتروني، هي وثائق بصرية عن هذه الملهاة السوداء.
عندما تداعت مذئنة الجامع العمري في درعا وسقطت من حالق، إنما سقطت في الضمائر الميتة للإنسانية جمعاء.
ماذا نعتبر إبادة التاريخ، في صورة مئذنة عمرها 1400 سنة تكسرها قنبلة؟
مئذنة هي الاولى في بلاد الشام قاطبة؟ أمأساة هذا أم هزل؟ ولماذا يكون هذا السؤال في مصير الحجر كلمة سوريا الملهاة السوداء، سوريا الثقافة وسوريا المستقبل.
سؤالي، لو لم يكن مصير هذا الحجر دلالة على مصير الإنسان؟
أعود إلى أصل السؤال في مواصفات المأساة، لقد بلغنا سريعا أرضا جديدة. ها هي سوريا المحطمة في إقليم من الأمم هائم على وجهه، تقودنا جميعا عبر دروب تشبه متاهة عبثية، وها نحن العرب جميعا نعبر مع الواقعة السورية من عجز إلى خيبة، ومن خيبة إلى فراغ، لنبلغ معا أرض العبث .أما “العالم القوي” صاحب هذه الملهاة السوداء، “المشدوه” بصور الموت السوري، فهو لا يكف عن إبلاغنا بأن مثله مثل المؤلف المخرج في المسرح الإغريقي، لا يملك دفع الواقعة.
II
يتنادى السوريون من وقت إلى آخر إلى لقاءات ومؤتمرات تعقد في المنفى السوري الممتد على خارطة العالم. بعض هذه اللقاءات يظهر فيه كتاب ومفكرون ومثقفون وشخصيات وطنية أقلقهم جميعا الحال السوري، وما آلت إليه الثورة من وضعها السلمي إلى وضعها الدموي على مدى عامين لا سابق لوقائعهما لا في التاريخ السوري ولا في تاريخ الإقليم. وهالهم الموت والخراب الذي خيم على وطنهم من أقصاه إلى أقصاه، فلم يترك بيتا إلا وهزه أو حطمه، ولا عينا لأم إلا وأبكاها، فالسفاح وعصبته المجرمة وزعوا الموت على أربع جنبات سوريا، وخيموا على البلاد بالبلاء وحلوا كما يحل الطاعون.
هموم شتى تطغى على حوارات المثقفين وانشغالاتهم خلال لقاءاتهم التي غالبا ما يجري ترتيبها في ظل هذا الكيان المعارض أو ذاك، ويتكفل بنفقات إقامتها عادة الجهة الداعمة لهذا الكيان في الإقليم، ونادرا ما يلعب المجتمع الأهلي والمدني السوري دورا في دعم مثل هذه اللقاءات الهادفة إلى استثمار ورقة المثقفين في خدمة الثورة والمعارضة وسياساتهما. وهنا تحديدا، في غموض العلاقة بين المثقف والمعارض، وبين رجل الفكر والسياسي، يبدأ الخلل، وتبدأ مشكلات مثقفي الثورة السورية مع الكيانات المعارضة، أكانوا أعضاء فيها أو أنصارا لها أو هم على مسافة منها.
يبدو المثقفون السوريون، وخصوصا الكتاب والشعراء والفنانون بلا إمكانات وموارد مادية تمكنهم من بلورة مواقفهم النقدية على مسافة من المعارضة وكياناتها التي حتى عندما تشكو من افتقارها إلى الدعم المادي، تستطيع هي، كلما أرادت، أن تعثر على ممول لمؤتمراتها ونشاطاتها، بينما يقف المثقفون كالايتام، في انتظار ما يعينهم على تنظيم نشاطاتهم الداعمة للثورة باستقلالية ضرورية .
وباستثناء الحالات النادرة التي برز فيها بعض رجالات الاقتصاد السوريين الأحرار كداعمين لنشاطات الجسم الفكري والثقافي السوري المساند للثورة، فإن الأحوال المادية المتردية حتى بالمعنى الفردي للكلمة، تجعل المثقفين غير قادرين على إقامة المسافة الضرورية بين كيانهم الاعتباري والرمزي وبين الكيانات المعارضة، ناهيك عن حماية هذه المسافة إن كانت موجودة. وهو ما يهدد عمليا باستلحاقهم من قبل هذه الكيانات التي تعمل وفق آليات لا تسمح للمثقف، غالباً، بالمحافظةعلى استقلاليته.. وتعطل من فعله النقدي، وتحرم الثورة التي التحق بها المثقفون، مساندين لها ومنخرطين فيها، من بلورة رؤى وأفكار وتصورات وموضوعات عمل تصب كلها في تطوير وعي وممارسة ديمقراطيين في مجتمع وليد قامت الثورة لأجل تحقيقه.
***
خاض الكتاب تجربة عصيبة ومثيرة معا تمثلت في تأسيس «رابطة الكتاب السوريين»، وقد ولدت الرابطة كأول كيان ديمقراطي منتخب في الحياة المدنية السورية، ومجرد ولادة الرابطة من رحم ثورة الشعب السوري، فقد ساهم هذا الحدث في ردم، ولو جزء، من الفجوة التي طالما فغرت فاها بين أهل القلم وأهلهم، وبين المثقفين والناس .
وعلى رغم بعض المشكلات التي واجهت أول تجربة ديمقراطية لكيان ثقافي سوري منذ 50 سنة، إلا أن التجربة نجحت واحتفى بها السوريون وكذا الكتاب والمثقفون في طول العالم العربي وعرضه، فقد ظهر، وللمرة الاولى، في قيادة العمل الثقافي السوري، بالمعنى النقابي للكلمة، شخصيات ثقافية رفيعة المستوى وذات فكر ديمقراطي .
لكن الرابطة التي ضمت في عداد منتسبيها أكثر من مائتين من الكتاب السوريين، وأضعافهم من العرب كأعضاء فخريين، سرعان ما ووجهت بحملة عليها من بعض المثقفين، عكست تاريخا من رهاب الارتياب الذي طبع حياة الكتاب في ظل نظام إرهابي سيّد على الثقافة رعاعا وخدما ولصوصا وعسسا، وخلق علاقات مرضية في ما بين الكتاب والمثقفين أنفسهم. لقد كشفت عملية تاسيس الرابطة بصورة شفافة ونزيهة عن حقيقة أن وقتا طويلا سيمر حتى تستعيد شخصية المثقف السوري اتزانها وصفاءها وأريحيتها وحسن إنصات واحدها للآخر واحترام مبادراته، ناهيك عن عدم الارتياب به لمجرد أنه يعمل في فضاء قد نجهل بعض معطياته، ومن ثم الخفة الشديدة في اتهام الناس والاستخفاف بالحقائق .
للأسف الشديد فقد تسبب تاريخ القمع بانعدام وجود تأريخ ثقافي يقدّر كل من خدم الثقافة خارج اعتبارات الايديولوجيا المسيطرة وتوجيهات الأجهزة الأمنية وعناصر الولاء للحاكم.
على أن أهم ما كشفت عنه تجربة الرابطة ككيان وليد للكتاب السوريين من السلبيات هو عدم استعداد السياسي المعارض للتعامل مع المثقف إلا ملحقا به، ومتمما له، أو مزينا لعمله. لعلة، ربما ،كامنة في أصل نظرة السياسي وخياله ومفهومه للثقافة ودورها في بناء المجتمعات. فهو على ما يبدو لم ينُْضِج وعيا يرى في الثقافة أدوارا بعيدة عن دوره في قيادة المجتمع. وهذا إنذار متأخر وليس مبكرا، بأن ثمة شيئا قديما جدا وراسخا جدا في هذا الجديد الذي نسميه المعارضة السورية .
في ضوء ذلك بتنا نخشى، اليوم، أن لا يسمح غدا قياديو المعارضة لنظام الأسد لشركائهم المثقفين في أن يلعبوا أدوارهم الريادية بعيدا عنهم، ولو كان المثقفون سيفعلون، فلربما لن يواجهوا من جانب
كلمة سوريا الملهاة السوداء، سوريا الثقافةوسوريا المستقبل
السياسي المعارض إلا بالإهمال، أو بالعودة إلى الجادة القديمة نفسها للقبول بنمط العلاقة نفسه الذي ظل قائما مع الأنظمة القومية وشبه القومية السابقة ذات التاريخ السيء مع الثقافة. والعلة ،أولا وأخيرا، تكمن في المفاهيم السائدة للثقافة وأدوار المثقفين.
إن ما يشبه العطالة المؤسفة البادية، اليوم، على «رابطة الكتاب السوريين» والتي رافق تأسيسها شغف كبير في الحديث عن استقلالية المثقف عن السياسي، وحرية الثقافة، وعدم القبول بأي سقف يحد من حرية التعبير. كل هذا الشغف وبياناته المكتوبة والمصرح بها من قبل المؤسسين، ذهب في طريق وذهبت قيادات الحركة المعارضة )غالبيتها من المثقفين!( في اهتمامات ومسائل أخرى، لم تترك للمثقفين دورا فيها. وقد يبدو الأمر طبيعيا في ظل المهمات الملحة الملقاة على عاتق المعارضة المتحدثة باسم الثورة. لكن ألا يبدو شيئا غريبا ومثيرا للريبة أن لا يبرز في اهتمامات المعارضة السورية أي اهتمام جدي يتجه نحو تلبية حاجات ثقافية وروحية للسوريين الموزعين على ملاجىء وخيام ومراكز إيواء في أربع جهات الجوار السوري، وذلك، أقله، من خلال توزيع للأدوار يسمح للمثقفين من مفكرين وشعراء وفنانيين وأكاديميين وغيرهم من لعب أدوار جدية منتظرة منهم بإلحاح في حياة شعبهم، والمساهمة، بالتالي، في التفاعل مع تلك المستجدات المضيئة التي برزت في ثقافة الشارع من أعمال ومشروعات وأفكار شابة خلاقة باتت ملامحها ظاهرة في ثقافة الثورة على الأرض؟***
إن عدم تمكن الجسم العريض من المثقفين السوريين من انتزاع استقلاليته وبناء كيانات حرة تساعده على تكريس هذه الاستقلالية، وتمكنه من رسم مسافة واضحة بينه وبين الكيانات السياسية المعارضة، بغض النظر عن خلفياتها الفكرية، وفرض نفسه، الآن أثناء الثورة وليس غدا، كقوة فكرية وأدبية واجتماعية أساسية وكمرجعية أخلاقية للشعب السوري، إن عدم إنجاز شيء جدي من هذا القبيل الآن، في زمن الثورة، سوف يجعل من هيمنة القوى السياسية المعارضة على ثقافة المجتمع أمرا محتوما في المستقبل. وهو ما من شأنه أن يهدد الحلم الديمقراطي لسوريا جديدة، وذلك في ظل تهميش متجدد لدور المثقف من قبل السياسي، والاستئثار بمؤسسات الثقافة لمواصلة إخضاع المجتمع ولكن من جانب قوى جديدة هذه المرة.
لا نريد أن نذهب الى سوريا جديدة وفيها وزارة للثقافة يتحكم فيها السياسي ويفرض إيديولوجيته ،كائنة ما كانت، لتتحول بمواردها إلى سلاح إضافي قد يسعمله السياسي لفرض هذه الفكرة أو تلك في ظل مسار قلق نحو الديمقراطية، وربما يكون مسارا مضطربا، مستقبلا أو محكوما بالاضطراب.
كما لا نريد أن يتعطل الدور التاريخي النقدي للمثقف في أزمنة الثورة والتحول الاجتماعي، بينما المجتمع بقواه التنويرية ينتظر هذا الدور ويعول عليه في ظل المواجهة المفتوحة مع عقابيل الاستبدادوصنوف الدواهي والمشكلات النفسية والفكرية والاجتماعية التي تسببت بها للشعب السوري 50 عاما من الديكتاتورية، فضلا عن ثلاث سنوات أخيرة من التعذيب والاعدامات والاغتصاب والقتل الجماعيين وكل شكل غريب وشاذ من إبادة الحياة على الأرض السورية.
ولكن ما البديل من وزارة ثقافة، في تكوين الدولة السورية الجديدة؟
لقد سبق لي أن ناقشت فكرة “البديل” مع العديد من المثقفين السوريين تحت مسمى مقترح هو “المجلس السوري للثقافة والفنون”، وذلك على هامش “المؤتمر التشاوري السوري” المنعقد بالقاهرة في أواسط شهر أكتوبر/تشرين الثاني من العام الماضي، والذي اعتبر مؤتمرا تحضيريا لمؤتمر أوسع مزمع عقده للمثقفين السوريين تحت اسم “المؤتمر الفكر/العلمي السوري*”. جرت مناقشات أولية حول هذا “البديل” بوصفه كيانا له دوره تنويري يقوم على ممارسة مهمات تنظيمية وليس رقابية. وبعبارة أخرى أن يكون وجوده قائما على تقوية المؤسسات الثقافية في المجتمع المدني وليس السيطرة عليها او توجيهها سياسيا. على أن يجري نقاش مستقبلي مركز حول هذا المسمى الجديد، من جوانب ثقافية وتنظيمية وقانونية، تسترشد بالنماذج القائمة في أوروبا. وفي ظني أن الثقافة في مجتمع ديمقراطي لا يمكن لها أن تزدهر إلا بتحريرها من هيمنة الدولة عليها وليس السلطة وحسب. فالثقافة كمنتج والمثقفون كمنتجين إنما يستفيدان من الدولة عبر أطر من قبيل الجمعيات والمراكز الثقافية التي لها على الدولة حقوق من خلال دعم مادي يمنح عادة لجمعيات النفع العام والمشروعات غير الربحية ،حيث ينتج المجتمع ثقافته على اختلاف مشاربها ومرجعياتها واتجاهاتها الفكرية والجمالية، ويحصل الكتاب والفنانون على دعم متساو، وتتمتع منجزاتهم، في الوقت نفسه، بأكبر مقدار من الحرية ،مادامت تنتج من خلال مؤسسات مجتمعية حرة لا سلطة عليها تفرض من خارجها .
ولعل نظرة على الهياكل والمؤسسات الثقافية في الدول والمجتمعات الأوروبية حيث تزدهر الثقافة ،وتتحول إلى منجز متصل بمجمل حركة المجتمع والحركة الاقتصادية للبلاد، تجعلنا متأكدين من أن لا ثقافة حرة وجديدة من دون تحرير مؤسساتها، وفصلها تماما عن الدولة، مع تنظيم آليات دعمها غير المشروط إن من قبل مؤسسات الدولة، أو من جانب مؤسسات المجتمع المدني، كما هو الحال في بريطانيا، وألمانيا وفرنسا، وغيرها.
ولأجل التداول في هذه الفكرة البديلة من وزارة الثقافة”، نادينا قبل شهور، ومن خلال “المؤتمر التشاوري” المنعقد في القاهرة
هذه الأفكار والخلاصات نطرحها هنا على المثقفين من كتاب ومفكرين وفنانين للتأمل والنقاش ،متمنين عليهم ان يعتبروها مادة لحوار فكري